فصل: خوف العاقبة

 حرف الخاء

 الخوف والرجاء

5864- أقسم‏:‏ الخوف والرجاء أن لا يجتمعا في أحد في الدنيا فيريح ريح النار، ولا يفترقا في أحد في الدنيا فيريح ريح الجنة‏.‏

‏(‏هب‏)‏ عن واثلة‏.‏

5865- إنما يسلط الله على ابن آدم من خافه ابن آدم، ولو أن ابن آدم لم يخف غير الله لم يسلط الله عليه أحدا، وإذا وكل ابن آدم لمن رجا ابن آدم، ولو أن ابن آدم لم يرج إلا الله لم يكله الله إلى غيره‏.‏

الحكيم عن ابن عمر‏.‏

5866- إنما يدخل الجنة من يرجوها، وإنما يجتنب من النار من يخافها وإنما يرحم من يرحم‏.‏

‏(‏هب‏)‏ عن ابن عمر‏.‏

5867- لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في الجنة أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد‏.‏

‏(‏ت‏)‏ عن أبي هريرة ‏(‏رواه الترمذي في كتاب الدعوات رقم ‏(‏3536‏)‏ عن أبي هريرة‏:‏ وقال الترمذي‏:‏ هذا حديث حسن‏.‏

وأما لفظ البخاري‏:‏ لو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار عن أبي هريرة كتاب الرقاق باب الرجاء مع الخوف‏.‏

وأما لفظ مسلم هو مثل لفظ الترمذي‏.‏ كتاب التوبة باب في سعة رحمة الله تعالى رقم ‏(‏2755‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

5868- ما اجتمع الرجاء والخوف في قلب مؤمن إلا أعطاه الله عز وجل الرجاء وآمنه الخوف‏.‏

‏(‏هب‏)‏ عن سعيد بن المسيب مرسلا‏.‏

5869- الفاجر الراجي لرحمة الله تعالى أقرب منها من العابد المقنط‏.‏

الحكيم والشيرازي في الألقاب عن ابن مسعود‏.‏

5870- حسبي رجائي من خالقي، وحسبي ديني من دنياي‏.‏

‏(‏حل‏)‏ عن إبراهيم بن أدهم ‏(‏الحلية لأبي نعيم ‏(‏8/54‏)‏‏.‏ كذا رواه عن أبي ثابت فأرسله‏.‏

وإبراهيم بن أدهم‏:‏ هو أبو إسحاق البلخي الزاهد سكن الشام، روى عن يحيى بن سعيد، قال النسائي‏:‏ ثقة مأمون أحد الزهاد‏.‏

وقال الدارقطني‏:‏ إذا روى عنه ثقة فهو صحيح الحديث له ذكر في كتاب الأدب للبخاري، وروى له الترمذي حديثا واحدا تعليقا في باب الطهارة، توفي سنة ‏(‏162‏)‏‏.‏ تهذيب التهذيب ‏(‏1/172‏)‏‏.‏ ص‏)‏ عن أبي ثابت مرسلا‏.‏

5871- كل الخير أرجو من ربي‏.‏

ابن سعد وابن عساكر عن العباس‏.‏

5872- خشية الله رأس كل حكمة والورع سيد العمل‏.‏

القضاعي عن أنس‏.‏

5873- رأس الحكمة مخافة الله‏.‏

الحكيم وابن لال عن ابن مسعود‏.‏

5874- رحم الله عينا بكت من خشية الله، ورحم الله عينا سهرت في سبيل الله‏.‏

‏(‏حل‏)‏ عن أبي هريرة‏.‏

5875- عينان لا تمسهما النار أبدا، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله‏.‏

‏(‏ع‏)‏ والضياء عن أنس‏.‏

5876- عينان لا تريان النار‏:‏ عين بكت وجلا من خشية الله، وعين باتت تكلأ في سبيل الله‏.‏

‏(‏طس‏)‏ عن أنس‏.‏

5877- عينان لا تصيبهما النار‏:‏ عين بكت في جوف الليل من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله‏.‏

‏(‏ت‏)‏ عن ابن عباس‏.‏

5878- قال الله عز وجل وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين، إن هو آمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي، وإن هو خافني في الدنيا آمنته يوم أجمع عبادي‏.‏

‏(‏حل‏)‏ عن شداد بن أوس‏.‏

5879- إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه خطاياه كما يتحات عن الشجرة البالية ورقها‏.‏

سمويه ‏(‏طب‏)‏ عن العباس‏.‏

5880- كفى بالمرء علما أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بنفسه‏.‏

‏(‏هب‏)‏ عن مسروق مرسلا‏.‏

5881- لو خفتم الله حق خيفته لعلمتم العلم الذي لا جهل معه، ولو عرفتم الله حق معرفته لزالت بدعائكم الجبال‏.‏

الحكيم عن معاذ‏.‏

5882- ما من عبد مؤمن يخرج من عينيه من الدموع مثل رأس الذباب من خشية الله تعالى فيصيب حر وجهه فتمسه النار أبدا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ عن ابن مسعود‏.‏

5883- من اتقى الله أهاب الله منه كل شيء، ومن لم يتق الله أهابه الله من كل شيء‏.‏

الحكيم عن واثلة‏.‏

5884- من اتقى الله وقاه الله كل شيء‏.‏

ابن النجار عن ابن عباس‏.‏

5885- من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة‏.‏

‏(‏ن ‏(‏ورواه الترمذي كتاب صفة القيامة رقم ‏(‏2452‏)‏ وقال هذا حديث حسن غريب في سنده أبو فروة وهو ضعيف وأخرجه الحاكم‏.‏

قال صحيح لكن نوزع‏.‏ تحفة الأحوذي ‏(‏7/146‏)‏‏)‏ ك‏)‏ عن أبي هريرة‏.‏

5886- لا يلج النار رجل بكى‏.‏

‏(‏ن ك‏)‏ عن أبي هريرة‏.‏

5887- لا يلج النار رجل يبكي من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله، ودخان جهنم في منخري مسلم أبدا‏.‏

‏(‏حم ت ن ك‏)‏ عن أبي هريرة ‏(‏الترمذي كتاب الزهد رقم ‏(‏2312‏)‏ باب ما جاء في فضل البكاء من خشية الله وفضائل الجهاد رقم ‏(‏1633‏)‏ باب ما جاء في فضل الغبار في سبيل الله‏.‏

وقال‏:‏ رواه النسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد‏.‏

تحفة الأحوذي ‏(‏6/600‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

5888- عليكم بالحزن فإنه مفتاح القلب، أجيعوا أنفسكم واظمئوها‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن ابن عباس‏.‏

 الخشوع

5889- أول ما يرفع من الناس الخشوع‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن شداد ابن أوس‏.‏

5890- أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع، حتى لا ترى فيها خاشعا‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن أبي الدرداء‏.‏

5891- لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه‏.‏

الحكيم عن أبي هريرة‏.‏

الإكمال من الخشوع

5892- ما اجتمع الرجاء والخوف في قلب مؤمن إلا أعطاه الله الرجاء وآمنه الخوف‏.‏

‏(‏هب‏)‏ عن سعيد بن المسيب‏.‏

5893- لو عرفتم الله حق معرفته لمشيتم على البحور، ولزالت بدعائكم الجبال، ولو خفتم الله حق مخافته لعلمتم العلم الذي ليس معه جهل، ولكن لم يبلغ ذلك أحدا، قيل‏:‏ يا رسول الله ولا أنت‏؟‏ قال‏:‏ ولا أنا، الله عز وجل أعظم من أن يبلغ أحد أمره كله‏.‏

ابن السني عن معاذ‏.‏

5894- لو تعلمون قدر رحمة الله لاتكلتم عليها وما عملتم إلا قليلا ولو تعلمون قدر غضب الله لظننتم بأن لا تنجوا‏.‏

الديلمي عن أبي سعيد‏.‏

5895- قلت لجبريل‏:‏ يا جبريل ما لي أرى إسرافيل يضحك‏؟‏ ولم يأتني أحد من الملائكة إلا رأيته يضحك، قال جبريل‏:‏ ما رأينا ذلك الملك يضحك منذ خلقت النار‏.‏

‏(‏هب‏)‏ عن المطلب ‏(‏ق‏)‏‏.‏

5896- جاءني جبريل وهو يبكي، فقلت‏:‏ ما يبكيك‏؟‏ قال‏:‏ ما جفت لي عين منذ خلق الله جهنم مخافة أن أعصيه فيلقيني فيها‏.‏

‏(‏هب‏)‏ عن أبي عمران الجوني مرسلا‏.‏

5897- لما كان ليلة أسري بي مررت بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس البالي من خشية الله عز وجل‏.‏

الديلمي عن جابر‏.‏

5898- إن الله يحب القلب الحزين‏.‏

‏(‏كر‏)‏ عن أبي الدرداء‏.‏

5899- إن التوبة تغسل الحوبة ‏(‏الحلية ‏(‏1/270‏)‏ والحوبة‏:‏ واغسل حوبتي أي اثمي‏.‏

ومنه الحديث‏:‏ اغفر لنا حوبنا‏:‏ أي إثمنا وتفتح الحاء وتضم، وقيل‏:‏ الفتح لغة الحجاز والضم لغة تميم‏.‏

النهاية غريب الحديث ‏(‏1/455‏)‏‏.‏ ص‏)‏، وإن الحسنات يذهبن السيئات وإذا ذكر العبد ربه في الرخاء أنجاه الله من البلاء، وذلك بأن الله تعالى يقول‏:‏ لا أجمع لعبدي أبدا أمنين، ولا أجمع له خوفين، إن هو أمنني في الدنيا خافني يوم أجمع فيه عبادي، وإن هو خافني في الدنيا آمنته يوم أجمع فيه عبادي في حظيرة القدس، فيدوم له أمنه ولا أمحقه فيمن أمحق‏.‏

‏(‏حل‏)‏ عن شداد بن أوس‏.‏

5900- جهزوا صاحبكم، فإن الفرق قد فلذ كبده‏.‏

ابن أبي الدنيا في الخوف ‏(‏ك هب‏)‏ عن سهل بن سعد‏.‏

5901- جئت تسألني عن سعة رحمة الله‏؟‏ وأخبرك أن الله تعالى يقول‏:‏ ما غضبت على أحد غضبي على عبد أتى معصية فتعاظمها في جنب عفوي فلو كنت معجلا العقوبة أو كانت العجلة من شأني لعجلت للقانطين من رحمتي، ولو لم أرحم عبادي إلا من خوفهم من الوقوف بين يدي لشكرت ذلك لهم، وجعلت ثوابهم منه الأمن لما خافوا‏.‏

الرافعي عن ناجية بن محمد المنتجع عن جده‏.‏

5902- قال الله تعالى‏:‏ يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك وأبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لآتيتك بقرابها مغفرة‏.‏

‏(‏ت ‏(‏رواه الترمذي في كتاب الدعوات رقم ‏(‏3534‏)‏ عن أنس وقال‏:‏ حديث حسن غريب، وأخرجه أحمد والدارمي عن أبي ذر‏.‏

تحفة الأحوذي ‏(‏9/525‏)‏‏.‏ ص‏)‏ حسن غريب ص‏)‏ عن أنس ‏(‏طب‏)‏ عن ابن عباس، ابن النجار عن أبي هريرة ‏(‏هب‏)‏ عن أبي ذر‏.‏

5903- كفى من العلم الخشية وكفى من الغيبة أن يذكر الرجل بما فيه‏.‏

أبو نعيم عن عائشة‏.‏

5904- كن لما ترجو أرجى منك لما ترجو، فإن أخي موسى بن عمران ذهب ليقتبس نارا فكلمه ربه عز وجل‏.‏

الديلمي عن ابن عمر‏.‏

5905- لو يؤاخذني ربي وابن مريم بما جنت هاتان، يعني أصبعيه التي تلي الإبهام والتي تليها، لعذبنا ولا يظلمنا شيئا‏.‏

‏(‏حل‏)‏ عن أبي هريرة ‏(‏الحلية ‏(‏8/132‏)‏ وقال‏:‏ غريب من حديث الفضيل وهشام تفرد به عنه الحسين بن علي الجعفي‏.‏ ص‏)‏‏.‏

5906- لو أن الله عز وجل يؤاخذني وعيسى ابن مريم بذنوبنا لعذبنا ولا يظلمنا شيئا قط‏.‏

‏(‏قط‏)‏ في الأفراد عن أبي هريرة‏.‏

5907- ما اغرورقت عين بمائها، إلا حرم الله سائر ذلك الجسد على النار، ولا سالت قطرة على خدها فيرهق ذلك الوجه فترة ولا ذلة، ولو أن باكيا بكى في أمة من الأمم رحموا، وما من شيء إلا له مقدار وميزان إلا الدمعة تطفي بها بحار من نار‏.‏

‏(‏هب‏)‏ عن مسلم بن يسار مرسلا‏.‏

5908- ما اغرورقت عين عبد من خشية الله إلا حرم الله جسده على النار، فإن فاضت على خده لم يرهقه قتر ولا ذلة، وما من عمل إلا وله ثواب إلا الدموع فإنها تطفي بحورا من نار، ولو أن عبدا بكى في أمة من الأمم لأنجى الله تلك الأمة ببكاء ذلك الرجل‏.‏

أبو الشيخ عن النضر بن حميد مرسلا‏.‏

5909- ما سلط الله على ابن آدم إلا من خافه ابن آدم، ولو أن ابن آدم لم يخف إلا الله ما سلط الله عليه غيره، ولا وكل ابن آدم إلا إلى من رجاه، ولو أن ابن آدم لم يرج إلا الله ما وكل إلى غيره‏.‏

الديلمي عن ابن عمر‏.‏

5910- ما من عين خرج منها مثل الذباب من الدموع من مخافة الله إلا آمنها الله يوم الفزع الأكبر‏.‏

ابن النجار عن أنس‏.‏

5911- ما من مؤمن يخرج من عينه دمعة من خشية الله وإن كان مثل رأس الذباب فيصيب شيئا من حر وجه إلا حرمه الله على النار‏.‏

‏(‏هب‏)‏ عن ابن مسعود‏.‏

5912- من بكى من خشية الله غفر الله له‏.‏

الرافعي عن أنس‏.‏

5913- لو شهدكم اليوم كل مؤمن عليه من الذنوب كأمثال الجبال الرواسي لغفر لهم ببكاء هذا الرجل، وذلك أن الملائكة تبكي وتدعو له وتقول‏:‏ اللهم شفع البكائين فيمن لم يبك‏.‏

‏(‏هب‏)‏ عن الهيثم بن مالك مرسلا‏.‏

5914- من ترك معصية لله مخافة الله أرضاه الله‏.‏

ابن لال عن علي‏.‏

5915- من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء‏.‏

أبو الشيخ عن واثلة، عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكريم الكرخي في أماليه والرافعي عن ابن عمر‏.‏

5916- والله لقد سبق إلى جنات عدن أقوام ما كانوا أكثر الناس صلاة ولا صياما ولا اعتمارا ولكنهم عقلوا عن الله مواعظه فوجلت قلوبهم واطمأنت إليه النفوس وخشعت منه الجوارح، ففاقوا الخليقة بطيب المنزلة وبحسن الدرجة عند الناس وعند الله في الآخرة‏.‏

ابن السني وابن شاهين والديلمي عن علي‏.‏

5917- لا يلج النار من بكى من خشية الله، ولا يدخل الجنة مصر على معصية، ولو لم تذنبوا لجاء بقوم يذنبون فيغفر لهم‏.‏

‏(‏هب‏)‏ عن أبي هريرة‏.‏

5918- يا ابن عمر لا يغرنك ما سبق لأبويك من قبل، فإن العبد لو جاء يوم القيامة بالحسنات كأمثال الجبال الرواسي ظن أنه لا ينجو من أهوال ذلك اليوم، يا ابن عمر دينك دينك إنما هو لحمك ودمك، فانظر عمن تأخذ، خذ الدين عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين قالوا‏.‏

‏(‏عد‏)‏ عن ابن عمر‏.‏

5919- يقول الله عز وجل‏:‏ وجلالي وارتفاعي فوق خلقي، لا أجمع على عبدي خوفين، ولا أجمع لعبدي أمنين، فمن خافني في الدنيا أمنته اليوم ومن أمنني في الدنيا أخفته اليوم‏.‏

ابن عساكر عن أنس‏.‏

5920- يقول الله عز وجل‏:‏ وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين، وأجمع له أمنين، إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة‏.‏

ابن المبارك والحكيم عن الحسن مرسلا، ابن المبارك ‏(‏هب حب‏)‏ عن أبي سلمة عن أبي هريرة‏.‏

5921- ينبغي للمؤمن أن لا يمسي إلا حزينا، وإن كان محسنا، لأنه بين مخافتين‏:‏ ذنب قد مضى منه لا يدري ما الله صانع فيه، وما بقي من عمره لا يدري ما يصيبه فيه من المهالك‏.‏

الديلمي عن أبي أمامة الحديث بطوله ‏(‏كر‏)‏ عن أبي أمامة‏.‏

 خوف العاقبة من الإكمال

5922- وما يدريك‏؟‏ إني رسول الله ولا أدري ما يفعل بي‏.‏

‏(‏ك‏)‏ عن ابن عباس‏.‏

5923- وما يدريك أن الله أكرمه‏؟‏ أما هو فقد جاءه اليقين والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي‏؟‏

‏(‏حم خ‏)‏ عن أم العلاء ‏(‏إن أم العلاء امرأة من الانصار، بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنه اقتسم المهاجرون قرعة فطار لنا عثمان بن مظعون فأنزلناه في أبياتنا فوجع وجعه الذي توفي فيه فلما توفي وغسل وكفن في أثوابه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ وما يدريك أن الله أكرمه، فقلت‏:‏ بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه فقال‏:‏ أما هو فقد جاءه اليقين، والله لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي‏؟‏ قالت‏:‏ فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا‏.‏ رواه البخاري في صحيحه - وهذا لفظه نقلته للايضاح والبيان وفقه الحديث - باب الدخول على الميت بعد الموت ‏(‏2/91‏)‏‏.‏

وقالت أم العلاء رضي الله عنها‏:‏ وأحزنني فنمت فرأيت لعثمان بن مظعون عينا تجري فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ذلك عمله‏.‏

كتاب تعبير الرؤيا باب رؤية النساء صحيح البخاري ‏(‏9/ 44‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

الخمول

‏(‏الخمول‏:‏ وفيه‏"‏ اذكروا الله ذكرا خاملا‏"‏ أي منخفضا توقيرا لجلاله، يقال خمل صوته إذا وضعه وأخفاه ولم يرفعه‏.‏ النهاية في غريب الحديث ‏(‏2/81‏)‏‏.‏

والأحاديث الواردة في هذا الباب توضح لك معنى الخمول‏.‏ ص‏)‏‏.‏

5924- رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره‏.‏

‏(‏حم م‏)‏ عن أبي هريرة‏.‏

5925- رب أشعث أغبر ذي طمرين تنبو عنه أعين الناس لو أقسم على الله لأبره‏.‏

‏(‏ك حل‏)‏ عن أبي هريرة‏.‏

5926- رب ذى طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره‏.‏

البزاز عن ابن مسعود‏.‏

5927- أغبط الناس عندي مؤمن خفيف الحاذ، ذو حظ من صلاته وكان رزقه كفافا فصبر عليه حتى يلقى الله عز وجل، وأحسن عبادة ربه، وكان غامضا في الناس، عجلت منيته وقل تراثه، وقلت بواكيه‏.‏

‏(‏حم ت‏)‏ هب عن أبي أمامة‏.‏

5928- إن أغبط الناس عندي لمؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من الصلاة أحسن عبادة ربه، وأطاعه في السر وكان غامضا في الناس، لا يشار إليه بالأصابع، وكان رزقه كفافا فصبر على ذلك، عجلت منيته وقلت بواكيه وقل تراثه‏.‏

‏(‏حم ت ك ه‏)‏ عن أبي أمامة ‏(‏الترمذي كتاب الزهد رقم ‏(‏2348‏)‏‏.‏ص‏)‏‏.‏

5929- أحب العباد إلى الله تعالى الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا شهدوا لم يعرفوا، أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم‏.‏

‏(‏حل‏)‏ عن معاذ ‏(‏الحلية عن معاذ رقم ‏(‏1/15‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

5930- أحب شيء إلى الله تعالى الغرباء الفرارون بدينهم، يبعثهم الله يوم القيامة مع عيسى ابن مريم‏.‏

‏(‏حل‏)‏ عن ابن عمرو‏.‏

5931- إن لله عتقاء في كل يوم وليلة، لكل عبد منهم دعوة مستجابة‏.‏

‏(‏حم‏)‏ عن أبي هريرة وأبي سعيد، سمويه عن جابر‏.‏

5932- إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره‏.‏

‏(‏حم ق د ن ه‏)‏ عن أنس‏.‏

5933- ألا أخبرك عن ملوك أهل الجنة‏؟‏ كل رجل ضعيف مستضعف ذو طمرين، لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن معاذ‏.‏

5934- ألا أخبركم بأهل الجنة‏؟‏ كل ضعيف مستضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار‏؟‏ كل عتل جواظ جعظري متكبر‏.‏

‏(‏حم ق ت ن ه‏)‏ عن حارثة بن وهيب‏.‏

5935- كفى بالمرء من الشر أن يشار إليه بالأصابع‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن عمران بن حصين‏.‏

5936- بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا إلا من عصمه الله تعالى‏.‏

‏(‏هب‏)‏ عن أنس وعن أبي هريرة‏.‏

5937- خص البلاء بمن عرف الناس، وعاش فيهم من لم يعرفهم‏.‏

القضاعي عن محمد بن علي مرسلا‏.‏

5938- طوبى للغرباء، أناس صالحون في أناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم‏.‏

‏(‏حم‏)‏ عن ابن عمرو‏.‏

5939- كفى بالمرء إثما أن يشار إليه بالأصابع، إن كان خيرا فهو مذلة، إلا من رحم الله، وإن كان شرا فهو شر‏.‏

‏(‏حم‏)‏ عن عمران بن حصين‏.‏

5940- كم من عاقل عقل عن الله أمره، وهو حقير عند الناس دميم المنظر ينجو غدا، وكم من ظريف اللسان جميل المنظر عظيم الشأن هالك غدا في يوم القيامة‏.‏

‏(‏هب‏)‏ عن ابن عمر‏.‏

الإكمال من الخمول

5941- إن أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من الصلاة والصيام أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر، وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع، وكان رزقه كفافا، فصبر على ذلك، عجلت منيته وقلت بواكيه، وقل تراثه‏.‏

‏(‏ط حم ت‏)‏ حسن ‏(‏طب حل ك هب ص‏)‏ عن أبي أمامة‏.‏ مر برقمي ‏[‏5929 و 5930‏]‏‏.‏

5942- إن من أمتي لو أتى باب أحدكم فسأله دينارا لم يعطه إياه ولو سأله درهما لم يعطه إياه، ولو سأله فلسا لم يعطه إياه، ولو سأل الله الجنة لأعطاها إياه‏.‏ ولو سأله الدنيا لم يعطها إياه، وما يمنعها إياه لهوانه عليه، ذو طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره‏.‏

هناد عن سالم بن أبي الجعد مرسلا‏.‏

5943- ألا أخبركم عن ملوك أهل الجنة‏؟‏ كل ضعيف مستضعف ذو طمرين، لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن معاذ مر برقم ‏[‏5935‏]‏‏.‏

5944- ألا أخبركم بشر عباد الله‏؟‏ الفظ المتكبر، ألا أخبركم بخير عباد الله‏؟‏ الضعيف المستضعف ذو طمرين، لو أقسم على الله لأبر قسمه‏.‏

‏(‏حم‏)‏ عن حذيفة‏.‏

5945- ألا أخبرك عن ملوك الجنة‏؟‏ كل ضعيف مستضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل الجنة‏؟‏ كل ضعيف مستضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار‏؟‏ كل عتل جواظ جعظري مستكبر‏.‏

‏(‏ط حم خ م ت ن ه حب هب‏)‏ عن معبد بن خالد عن حارثة بن وهب الخزاعي ‏(‏طب‏)‏ عن معبد بن خالد بن حارثة بن وهب والمستورد الفهري معا‏)‏ ‏(‏طب ص‏)‏ عن معبد بن خالد عن أبي عبد الله الجدلي عن زيد بن ثابت‏.‏

5946- طوبى لكل غني تقي، ولكل فقير خفي، يعرفه الله ولا يعرفه الناس‏.‏

العسكري في الأمثال عن أنس وسنده ضعيف‏.‏

5947- إن اليسير من الرياء شرك، وإن من عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة، وإن الله يحب الأبرار الأخفياء الأتقياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا حضروا لم يدعوا ولم يعرفون، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل غبراء مظلمة‏.‏

‏(‏طب ك‏)‏ عن معاذ‏.‏

5948- بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا إلا من عصمه الله‏.‏

‏(‏هب‏)‏ عن أنس ‏(‏طب هب‏)‏ عن أبي هريرة، الحكيم عن الحسن مرسلا‏.‏

5949- كفى بالمرء من الإثم أن يشار إليه بالأصابع، قالوا‏:‏ يا رسول الله وإن كان خيرا‏؟‏ قال‏:‏ وإن كان خيرا فهو شر له، إلا من رحمه الله، وإن كان شرا فهو شر‏.‏

‏(‏طب‏)‏ والرافعي عن عمران بن حصين‏.‏ قال الرافعي‏:‏ كذا في النسخة وربما كان اللفظ‏:‏ فهو شر له إلا من رحمه الله‏.‏

5950- لا يزال العبد بخير ما لم يعرف مكانه، فاذا عرف مكانه لبسته فتنة لا يثبت لها، إلا من ثبته الله‏.‏

الديلمي عن أنس‏.‏

5951- إن من أمتي من لو جاء أحدهم إلى أحدكم يسأله دينارا أو درهما ما أعطاه، ولو سأل الله الجنة لأعطاه إياها، ولو أقسم على الله لأبره، ولو سأله شيئا من الدنيا ما أعطاه الله تكرمة له‏.‏

ابن صصرى في أماليه عن سالم بن أبي الجعد مرسلا‏.‏

5952- إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره‏.‏

‏(‏حم‏)‏ وعبد ابن حميد ‏(‏هو‏:‏ الإمام الحافظ‏:‏ عبد بن حميد بن نصر الكشى المتوفى سنة ‏(‏239‏)‏ له مسند مكتوب بخط الإمام الشوكاني‏.‏

مقدمة تحفة الأحوذي ‏(‏1/333‏)‏‏.‏ص‏)‏ ‏(‏خ م د ن ه حب‏)‏ عن أنس‏.‏

5953- رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره‏.‏

الخطيب عن أنس‏.‏

5954- يكون في أمتي رجال، طلس رؤوسهم، دنس ثيابهم، لو أقسموا على الله لأبرهم‏.‏

الديلمي عن أبي موسى‏.‏

5955- أوحى الله تعالى إلى عيسى‏:‏ أن يا عيسى انتقل من مكان إلى مكان، لئلا تعرف، فتؤذى، فوعزتي وجلالي لأزوجنك ألف حوراء، ولأولمن عليك أربعمائة عام‏.‏

‏(‏كر‏)‏ عن أبي هريرة وفيه هانئ بن المتوكل الإسكندراني قال في المغني مجهول ‏(‏هانئ بن المتوكل الإسكندراني أبو هاشم المالكي الفقيه‏.‏ روى عن مالك وحيوة بن شريح ومعاوية بن صالح وعنه‏:‏ بقي بن مخلد وعمر دهرا طويلا ازيد من مائة سنة وتوفي ‏(‏242‏)‏ ه

قال ابن حبان‏:‏ كان تدخل عليه المناكير وكثرت فلا يجوز الاحتجاج به فمن مناكيره هذا الحديث‏.‏

وأرده الذهبي في ميزان الإعتدال ‏(‏4/291‏)‏‏.‏ص‏)‏‏)‏‏.‏